عندى عقدة المطر







أخاف أن تمطر الدنيا، و لست معي

فمنذ رحت.. و عندي عقدة المطر


كان الشتاء يغطيني بمعطفه

فلا أفكر في برد و لا ضجر


و كانت الريح تعوي خلف نافذتي

فتهمسين: تمسك ها هنا شعري


و الآن أجلس .. و الأمطار تجلدني

على ذراعي. على وجهي. على ظهري


فمن يدافع عني.. يا مسافرة

مثل اليمامة، بين العين و البصر


وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي

و أنت في القلب مثل النقش في الحجر


أنا أحبك يا من تسكنين دمي

إن كنت في الصين، أو كنت في القمر


ففيك شيء من المجهول أدخله

و فيك شيء من التاريخ و القدر

عيد ... بأى حال عدت يا عيد



عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُه تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ




الى قاهــرة المُعز كانت وجهتنا






التاريخ 31 / 8 / 2009

الساعة 03:00 ص

بدات فى حزم امتعتى للرحيل الى العاصمة الكبرى

اوراقى و مالياتى و اثباتات شخصيتى ، و تذاكر القطار

فى تمام الساعة السادسة شددت الرحال من بيت العز يا بيتنا الى محطة القطار و طبعا برفقة الوالد جزاه الله كل الخير

نزلنا والجو معتدل و السماء صافية بمنتهى التفائل و الامل فى نجاح هذه المهمة



وصلنا الى محطة القطار ، و كانها عالم آخر زحـــــــــــــــــــــام و ضجيج


و لكن اسعدنا الحظ و وجدنا كرسيين فى جانب منعزل


جلست اتامل الشمس و هى تبزغ فى حياء فى حالة من الصمت التام ...... و



معااااااااااااااايا الاهرام جمهورية دستووووووووور مصرى اليوم



انتفضت من مكانى فزعا من الصوت المفاجئ جانب اذنى ، و لكنه فقط كان رجل مسن يحمل صحف ومجلات للبيع

و لا احد يلبى نداءه .




و ساد الصمت مرة اخرى ...... و

واد يا حسن انت يااااه خد الجفص ووديه ع الرصيف التانى بسرعة


التفت الى مصدر الصوت لأجد الحاجة ام حسن ترتدى الزى الريفى المعهود فى بلادنا

وفوق رأسها قفص كبير به مالذ وطاب من دواجن ، ارانب ، بط ، حمام ، ديك رومى و كلهم احياء

ضاربة بتعليمات وزارة الصحة عرض الحائط ، ومتحدية فيروس انفلوانزا الطيور والخنازير و الكلاب ....الخ


و فوق القفص قفه من ذوات الاذنين يكسوها الخَضَار ملوخية ، بقدونس ...... و كل اخضر يخطر على البال

خلفها حسن يحمل جوال طوله مرتين ، غير محكم الاغلاق ، تتبعثر منه البامية لتمثل اداة تتبع لمسيرته

و بالفعل قفز حسن الى قضبان القطار لينقل الاحمال ملبياً طلب والدته ، و اذ بالقطار قادم


شعرت للحظة اننى لاول مرة سأشاهد حادثة مقتل شاب تحت قطار الركاب كبث مباشر ،
ولكن الست ام حسن كان ما يهمها هو الجفص :)



والحمد لله ان سائق القطار كان رجل حليم انتظر حسن و السادة الركاب فوق رأسه حتى عبروا بسلام .




كل هذا ولم يات قطارى بعد ، حتى انه تأخر لمدة 25 ق على الرغم من الحملة الاعلانية لسكك حديد مصر
المؤكدة للانتظام والرقى



اخيــــــــرا وصل و جوم شعبى رهيب على الابواب لكنى مازلت ثابتة فى مكانى وفى حالة تفكير عميق


مذكور بتذكرتى العزيزة العربة رقم 9

و اخر عربة على رصيف المحطة هى العربة 7

فيا ترى ماذا حدث ؟؟؟

ابدا

القصة ان العربات الاخيرة لا تصل الى رصيف المحطة ، و فقط يمكننا الركوب من باب العربة 7 و السير داخل القطار
و هنا تاكدت من الاعلانات انها صحيحة 100%

المهم

ركبنا وانطلق الاسبانى قى طريقه الى القاهرة



الساعة 30 : 10 ص

محطة مصر - القاهرة

وصلنا بحمد الله ....... و


تاكســى يا بيه ....

لو سمحت عايزين نروح مدينة نصر

طبعا يا بيه تؤمر 3 برايز

!!!!!

هى بعيدة اوى كدة

طبعا يا بيه دى كبارى طالع نازل و زحمة و كل سنة وانت طيب



و طبعا متاكدين ان المشوار لن يأخذ الا دقائق الا اننا مضطرين ان نسابق الزمن ، و قبلنا ان نٌسرق بارادتنا

انطلق التاكسى و انا اشاهد القاهرة عن كثب و اقارن بينها وبين بلدى فلا اجد وجه تشابه غير انهما تحت سماء مصر


حرارة عالية قد تذيب الاسفلت ، وهواء جاف يجعل رئتيك كالحجر ، زحام رهيب ، كبارى كثيرة ومتفرعة كأنها متاهة
و على جانب الطريق اعلانات للمسلسلات و القنوات التلفزيونية و بعض السلع ....




اهو هنا يا بيه ، تعدوا الشارع بس هتوصلوا على طول ....

شكرا ، سلام عليكم



دخلنا الى المكان المطلوب و بعد التوسلات و اظهار الحقد الدفين لاننا من الاسكندرية
انجزنا المهمة بصورة غير متوقعة لا تستحق عناء الطريق


و خلال ساعتين فى القاهرة كنت قد اٌصٍبت بصداع و ضيق تنفس و ارتفاع طفيف فى درجة الحرارة مع ارتفاع الضغط


و حان موعد العودة

ايوة اسكندرية اسكندرية ... اســـكـــندررررررية

كان هذا نداء سائق ميكروباص صغير للسفر بين المحافظات

و اخذ ينادى على كل مواطن يمر من امامه و كأنه سوف يجذبهم بالاكراه


حتى اكتمل العدد و انطلق السائق

و سبحان الله على الشعور بالاٌلفة و الذى كان وليد اللحظة بين الركاب السكندريين



رحماك ربى لطول الطريق ، و ملل الجلوس ، و القيظ الشديد ، و العطش الأشد

كنت على وشك ان اصرخ , احد ... احد ....




200


185



155


ك على الاسكندرية


يا ميسر يا الله

شعرت بنسيم رقيق يدخل الى شٌعبى الهوائية فعلمت اننى اقتربت من الحبيبة

و فعلا كانت بوابة الاسكندرية




حمد الله على السلامة يا جماعة


الله يسلمك يا حاج ، مع الف سلامة


و افترقنا بعد ان اصبحنا اسرة واحدة :D


و سرت الى بيتى وانا اردد عبارة واحدة بداخلى